العلم والحث على طلبه
العلم والحث على طلبه
مسالة العلم من المسائل المهمة والجوهرية في عقيدتنا الاسلامية المقدسة . والقران الكريم اول مانزل نزل بالحث على العلم وجعله من اولوياته بدليل اول سورة نزلت من القران وهي – اقرا – فلم يبدا لا بالجهاد ولا بالاقتصاد ولا بغيرها من الامور الاخرى وانما بدا بالعلم . وهذا ان دل على شئ انما يدل على مكانة العلم ودوره الاساسي في الايمان والاعتقاد الصحيحين فانهما لن يكونا كذلك الا عن علم ودراية لكمسالة العلم من المسائل المهمة والجوهرية في عقيدتنا الاسلامية المقدسة . والقران الكريم اول مانزل نزل بالحث على العلم وجعله من اولوياته ي تتم الحجة على العباد فكل انسان يجب ان تكون عنده حجة في عمله لغرض انجاز الثواب له ورفع العقاب عنه . وهذا مايسمى عندنا في اصول الفقة بالمنجزية والمعذرية . فالانسان بدون علم لاتكون له حجة بينه وبين الله سبحانه وقد تحبط اعماله وتبطل وهو لايعلم . فعلى سبيل المثال : ان رجلا من اهل النجف كان يسكن في احد الدول الاوروبية حوالي 25 سنة وهذه الدولة التي كان يعيش فيها باردة جدا في الليل . فهذا الرجل كان جاهلا وليس عنده علم – فكان يتوضا بالليل لصلاة الصبح وينام فلما يصبح يصلي بوضوئه الليلي خوفا من البرد وهو لايعلم ان النوم مبطل للوضوء . فلما رجع الى النجف حكى قصته هذه فاخبروه بان عمله باطل وعليه القضاء – اي يقضي يعيد صلاة 25 سنة . والناس مع شديد على هذا النحو كثير مع انه في وقتنا الحاضر لايعذر الانسان في جهله لان كل شئ اصبح متوفر من كتب وفضائيات واعلام اسلامي منتشر وانترنت وغيرها فيجب على الانسان ان يتعلم ويدرس الاعتقادات الصحيحة الحقة والمسائل الشرعية الابتلائية التي عادة يكون الانسان دائم الابتلاء بها . لذا نجد ان المجتمع اسلامي على عدة اتجاهات يمكن تلخيصها بما يلي :-
1- بعضهم يقول لانريد التعمق في الدين ونحن نصلي ونصوم ونعمل الخير لله والنية لله فقط والله ادرى بنا من انفسنا .
والجواب على هذا المنطق هو ان معرفة الدين شئ والتعمق في الدين شئ اخر فهما يختلفان فمعرفة الدين هي ان يعرف الانسان اصول دينه وفروعها وان يعمل على طاعتها والالتزام بها. واصول الدين متعلقة في الجانب العقائدي كالتوحيد والعدالة والنبوة والامامة والمعاد يوم القيامة وهذه الاصول يجب على الانسان ان يدركها عن وعي لا عن اتباع وتقليد فلا يجوز فيها التقليد او اتباع السلف كما تبعت قريش ابائها في عبادة الاصنام . اما فروع الدين وهي متعلقة بالعبادات والمعاملات ففيها يجب على الانسان ان يتعلم المقدار الكافي منها الذي يكون محل ابتلاء عادة . وهذا كله من واجبات الانسان . اما التعمق في الدين فهو الاختصاص في الدين والبحث والتنقيب والتحقيق ودراسة الادلة والاستنباطات وهذا غير واجب على المسلم الا في حال لم يكن هناك شخص متعمق في الدين ومختص به ففي مثل هذه الحالة يكون واجبا على الجميع والا فلا لانه واجب كفائي ليس بالواجب العيني والواجب الكفائي هو ان عملا ما واجب على الجميع فاذا قام به احدهم سقط عن الباقين وان لم يقم به احد وجب على الجميع كصلاة الميت مثلا او تغسيل الميت واما الواجب العيني فهو لايسقط عن الناس حتى وان قام شخص به ومثالة كالصوم والصلاة اليومية . فمعرفة الدين واجب عيني والتعمق في الدين واجب كفائي . اما بالنسبة الى النية فهي اساس العمل كما ورد في الاحاديث الشريفة ان نية المؤمن خير من عمله ونية الكافر شر من عمله – هذا متعلق باخلاص العمل والعمل يحتاج الى الية لتصححة فهل من المعقول ان اصلي بدون وضوء بدعوى اني مخلص في صلاتي كلا لان الية العمل ناقصة فكذلك النية تحتاج الى عمل على وجه كامل . والقران فضل المؤمن على المسلم وفضل المؤمن العالم على المؤمن الجاهل كما في قوله تعالى (( ياايها الذين امنوا اذا قيل لكم تفسحوا في المجالس فاسحوا يفسح الله لكم واذا قيل لكم انشزوا فانشزوا يرفع الله الذين امنوا منكم والذين او توا العلم درجات )) . وقد بينا معنى ذلك في قصة الرجل النجفي فتامل جيدا .
2- بعضهم يريد الحق لكنه لايعرفه فيتخبط هنا وهناك بسبب عدم وجود قواعد علمية صحيحة لديه فيقع باسم الدين يقع في احضان اعداء الدين . وهذا سببه واضح ان الخلل هو انه لم يتسلح من البداية بسلاح العلم او كان من اصحاب النظرية الاولى التي هذه واحدة من اثارها . لذلك على الانسان ان يتمسك بهذا الدعاء الشريف ((اللهم عرفني نفسك فانك ان لم تعرفني نفسك لم اعرف نبيك اللهم عرفني رسولك فانك ان لم تعرفني رسولك لم اعرف حجتك فانك ان لم تعرفني حجتك ضللت عن ديني )) . والحجة هو رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) ثم الامام علي بن ابي طالب (عليه السلام) ثم الائمة من ولده(عليهم السلام) . فعليه ان يعيد حساباته ويرجع الى القران والى السنة الصحيحة المطهرة فينجو من الضلالة والحيرة .
3- بعضهم لايبالي بالحلال والحلال اهم شئ عنده هو العيش وهذا فرق بينه وبين الحيوان . وهناك احاديث كثيرة في هذا المعنى منها :-
1- قال الامام علي عليه السلام : من كانت همته في بطنه كانت قيمته قدر مايخرج منها
2- قال الامام علي عليه السلام : لااكون كالدابة المربوطة همها علفها.
فالانسان الله تعالى كرمه وفضله على جميع المخلوقات فالانسان خليفة الله في الارض فعليه ان يعرف حق هذه الخلافة لذلك على الانسان ان يسال نفسه ثلاث اسالة مهمة وعليه ان يسعى لتحصيل الجواب عليهن قولا وعملا وهي ان يسال نفسه :
1- انه من اين : يعني من اين خلق وكيف خلق ولماذا خلق ومن خالقه ؟
2- انه في اين : يعني الان اين يعيش هل يعيش في الجنة ام في النار في السعادة ام في الشقاوة وقته اين يقضيه ماله اين ينفقه ومن اين يكتسبه الخ .
3- الى اين : اين نهايته اين يذهب الانسان في نهاية المطاف مالذي ينتظره وكيف ينجو من الله فهو ملاقيه لامحالة يوم لاينفع ندم ولا مال ولا بنون الا مت اتى الله بقلب سليم والعاقبة للمتقين .
اسال الله تعالى الهداية للجميع
الشيخ
جواد الخفاجي[b]